إغلاق سنيما و مسرح أسبانيول يعمق أزمة السينما المغربية

شارك هذا على :

مسلسل نزيف القاعات السينمائية مازال متواصلا وكل يوم ينهار صرح من صروح الفرجة السينمائية التطوانية. مسرح إسبانيول أو مسرح ابن العربي الطر يس، كما اشتهرت بين التطوانين، تكتب شهادة وفاتها الرسمية لتقبر هذه المعلمة نهائيا وتصبح من ذكريات أبناء الحمامة البيضاء وزوارها وكل من كتب له أن يلج إلى الفضاء الفسيح والجميل لهذه السينما المسرح خلال عقود.
تبلغ مساحة مسرح أسبانيول حوالي 1000 مترا، ويتسع لأزيد من 1000 متفرج، بمقاعد مريحة وخشبة بهندسة جميلة يقع بالقرب من ساحة المشوار واجهته تشكل حاجز مرئيا للجناح الغربي للساحة شيد في عقد الثلاثينات إذ ينتسب تشييده إلى المهندس الإسباني ” كارلوس أوفيليو” ويعتقد أن ” “الفونسو ذي سيرا ” قام بإصلاحه من القرن الماضي ويضم مسرحا وقاعة سينمائية لا زالت قائمة إلى اليوم وهو معالج من حيث التركيب حسب مبادئ العقلانية وأسلوبه متأثر بنفحات محلية ورغم تواضع واجهته فهو يحتوي على عناصر هندسية عربية الأصل.
مسرح إسبانيول يحتوي على 3 طبقات ويتسع لـ 1000 مقعد ، تختلف من حيث التصنيف بحيث يحتوي على 100مقعد في جناح “الكلوب” و400 في ما يسمى “بوتاكا” و500 مقعد ” برنسيبال ” ويحتوي على أربعة شرفات ” balcon”وهي محلات تكون محجوزة داخل القاعة . ويحتضن مسرح إسبانيول 4 مهرجانات سنوية وهي مهرجان سينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ” الافتتاح والاختتام ” ومهرجان العود ومهرجان المسرع الأدبي والأسبوع الثقافي الإسباني . ويبقى أبرز حدث احتضنه المسرح هو سهرة لسيدة الطرب العربي “أم كلثوم” و” لولا فلوريث ” و” أنطونيو مولينا “.
تحديات القطاع و إكراهات العصر جعلت البعض يحيل المسؤولية إلى أرباب القاعات و عدم اهتمامهم بوضعيتها وإصلاحها و تفشي ظاهرة القرصنة أصبحت تعجل بإغلاقها، غير أن بيع المسرح أو إغلاقه سيضع حدا لمجد فني ولإرث ثقافي وفكري كبير لقاعة ظلت وإلى سنوات قريبة قبلة لعشاق الفن السابع الذين استمتعوا بكبار الأفلام التي كانت تعرضها القاعة، وقبلها كبار و أشهر العروض سواء المسرحية أو الغنائية المغربية والعربية.

إذا هو حكم بتقاعد إجباري يتلاقاه مسرح إسبانيول كغيره من القاعات في التطوانية التي يتذكرها التطوانين بداية من قاعة سينما ” منصور ” باب العقلة التي تحولت بقدرت قادر إلى رشاشة وشقق سكنية ومتاجر ،سينما ” فيكتوريا ” بباريو مالقة مغلقة أغلقت و طالها الإهمال سينما ” سينيمسيون ” بشارع محمد الخامس تحولت إلى وكالة بنكية محاذية للكنيسة سينما ” المصلى ” المسرح الوطني بحي المصلى مغلقة.. سينما ” مونيمونطال ” مغلقة ..وتبقى سينما أبينيدا الوحيدة في تطوان المتنفس الوحيد لعشاق الفن السابع.
فإلى متى يستمر نزيف اندثار معالم الثقافة والجمال في هذه المدينة وسط لامبالاة المعنيين بالشأن الثقافي؟

راديو تطوان -عادل دادي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.