حوار صحفي مع الفنان التطواني النشيط محمد العاقل
في مقهى الزهراء بشارع محمد الخامس بتطوان ، مقهى الفنانين و الأدباء والصحافيين وغيرهم كان اللقاء ودونما موعد مسبق مع واحد من الشباب المسرحي الذي بسط اسمه في العديد من الأنشطة الفنية و الثقافية التي تحفل بها المنطقة ، ” محمد العاقل ” ، ليست المرة الأولى التي ألتقي به هنا ، لكنه اللقاء الأول الذي سأستدجه فيه لإجراء حوار خاص ب “راديو تطوان” وذلك من أجل إسترجاع بعض ذكرياته الفنية الثقافية و أيضا لإثارة بعض المواضيع المتعلقة بالشأن المسرحي الراهن .
س : كيف جاء دخول ” محمد العاقل ” إلى المسرح و بالتحديد مسرح الطفل ؟
ج : دخولي للمسرح لم يأتي محظ الصدفة ، إنما هو نابع من حلم كان يراودنا أثناء فترة الدراسة الإبتدائية عندما كنا نشارك في إحياء حفلات عيد العرش التي كانت تصادف الثالث من مارس ، وكذلك كما تعرف اخي عادل اني انتمي إلى أسرة فنية التي كانت تنشط الحركة المسرحية بالمدينة أنا ذاك من خلال جمعية التأسيس المسرحي إلى جانب الإحتفالي الكبير بالمسرحي الهرم رضوان احدادو ، أتناء هذه الفترة كان من المستحيل علي أن ألتحق بهذه الفرقة التي كانت تضم عمالقة المسرح في وقتها أمثال الفنان المقتدر أحمد العاقل ، ربيع عبد الصمد ، يوسف الريحاني ، أحمد سعيد البناكي ، سعيد الكويرة ، جمال العاقل ، حنان موسى … و اللائحة طويلة ، فكان من ضروري أن أشق طريقي بالتدرج و أن أبين عن مواهبي في فن التمثيل من خلال المشاركات المحلية بالملتقيات و المهرجانات ، فمن خلال هذه الأخيرة إلتحقت بدار الشباب عبد الخالق الطريس بزنقة القايد أحمد ، هذه الدار التي وجدت فيها ذاتي من خلال نادي مسرحي يحمل اسم نادي الأقنعة الفنية ، أسسنا فرقة مسرحية هاوية و اشتغلنا على مسرحية ” أسنان الحصان ، كم هي ” للكاتب العراقي عباس المنعثر ، و إخراج الشاب يوسف الغزواني ، هذا العمل المسرحي هو أول تجربة كللت بالنجاح بالنسبة لي ، حيث شاركنا بها في الإقصائيات الجهوية للمسرح الشباب و المنظم من طرف وزارة الشباب و الرياضة ، حيث حصلنا على التنويه بالمرتبة الثانية على الصعيد الجهوي ، كما أني حصلت على أولى ثمار إشتغالي بالمسرح حيث نلت شهادة أحسن تشخيص ذكور .
من هنا زادت شهيتي أكثر فأكثر للإستمرار في هذا المنوال ، من خلال البحث عن دورات تكوينية في فن المسرح ، ولحسن حظي كانت تطوان تزخر بالورشات الفنية في المجال من خلال الدورات التدريبية التي كانت تشتغل عليها جمعية التأسيس المسرحي ببرنامجها السنوي ، حيت كان لي نصيب من التكوين في مادة التشخيص المسرحي رفقة الفنان المرحوم حسن عريس أستاذ بالمعهد العالي للمسرح و التنشيط الثقافي ، و أيضا من خلال الورشات التي كانت تنظم على هامش مهرجان تطوان للمسرح المتعدد التي كانت تنظمه مؤسسة المسرح الأدبي ، من خلاله كانت لنا تجربة تكوينية دولية على يد العديد من الفنانين الكبار أمثال ، المرحوم الفنان العراقي بدري فريد حسون و الذي تلقنت معه تقنيات الصوت و الإلقاء ، و الفنان ورئيس المسرح القومي بمصر الشقيقة الأستاذ فادي فوكيه في ورشة التشخيص و الإرتجال .
بالنسبة لمسرح الطفل فلم يكن اختياري لصعوبته خصوصا و انك تتعامل مع الطفل ، فهو كذلك مخض الصدفة التي أتاحها لي الفنان المقتدر نقيب الفنانين بتطوان جمال العاقل ، من خلال مهرجانه الدولي للطفل في نسخته التاسعة أتاح لي الفرصة آنا داك للقيام بتدريب على الإشتغال على ثنائي أنا و الفنان المعروب بجويليلي من خلال مسرحية ” مغامرات عمي جوجو و أصدقاءه ” ، من حينها و نحن تشتغل كفرقة تنشيطية بالمؤسسات التعليمية بالمدينة .
س : ما هي أهم الفرق التي اشتغلت معها ؟
ج : كما ذكرت فأولى الفرق هي فرقة الأقنعة الفنية بتطوان ، و التي اشتغلت لموسمين 2008 و 2009 بعملين مسرحيين الأول يحمل عنوان : ” أسنان الحصان ، كم هي ؟ ” و الثاني بعنوان : ” في بيتي رجل ”
من بعدها اشتغلت مع فرقة الإبداع المسرحي على مسرحية ” أونتيغون ” كذلك إشتغلت كتقني مع فرقة محترف الفدان بتطوان على مسرحية ” كوجيطو ” ، لألتحق في الأخير بمدرسة فرقة التأسيس المسرحي ، و التي اشتغلت إلى جانبها في عملها المتميز ” على هامش الحياة ” و مسرحية ” البحث عن متغيب ” ، مسرحية ” حارس الماء ” ، مسرحية ” في حديقة ” و عمل مسرحي موجه للطفل ” عبور ودهشور ”
س : ما هي أقوى اللحظات التي لا زالت راسخة و تذكرها لحد الساعة عبر مشوارك الثري و الممتد ؟
ج : هههههه … أقوى لحظة و التي أعتبرها بداية حياة جديدة بالنسبة لي هي دات مرة و أنا أشتغل أنا و صديقي الفنان نجيب عبو مع إحدى الفرق في مهمة تقني الإنارة و أنا واقف على إحدى السلاليم بمسرح سينما إسبانيول تمايل بي ذالك السلم فلولا الألطاف الإلهية و وجود الصديق نجيب عبو لكنت الآن من عدد الأموات .
س : كيف ينظر محمد العاقل إلى رهان المسرح بتطوان ؟
ج : الحمد لله مؤخرا أصبحنا نرى تنافسية من طرف الفرق المحترفة و النشطية بالمدينة من خلال إنتاجات و تجارب مسرحية رائعة ، وكذلك التعبئة الفنانين من طرف النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية للأفراد لدخول في غمار مؤسست المسرح الإحترافي بالمدينة من خلال إعادة الهيكلة.
س : هل هناك تجاريب مسرحية محلية تثير إعجابك ؟
ج : هذا السؤال أخي عادل هو عبارة عن مصيدة لي ، سوف أدفع ثمنها مع أساتذتي و أصدقائي بالفرق المسرحية بالمدينة ، نعم هناك أعمال أعجبتني انا خصيصا و لاقت إعجاب الجميع من متابعين و ذو الإختصاص ، فالجميل فالأمر بتطوان هو أن كل فرقة تشتغل على لون مسرحي تمتاز به
كمسرح التجريب فنجد هناك فرقة مسرح الأفق … الكوميديا فرقة مسرح كوميديا آرت … إلى جانب فرق أخرى كفرقة محترف الفدان ، فرقة أبو الفنون .
س : و بالنسبة للمثلين ؟
ج : الممثلين لا يخفى عليكم أن تطوان عبر الزمن أنجبت العديد من المبدعين ، فبالنسبة لي أشيد بهذه اللائحة من الفنانين و الذين أتمنى أن يجمعني بهم عمل في المستقبل :
الفنان المبدع : ربيع عبد الصمد
الفنان المقتدر : أحمد العاقل
الفنان أحمد سعيد البنكي
الفنان بدر الدين شابو
الفنان عبد السلام الصحراوي
الفنان مصطفى استيتو
الفنانة حنان موسى
الفنانة نعيمة بوزيد
الفنان الشاب ياسين الفرجاني
الفنان موهوب بوخبزة
الفنان الكوميدي عبد الكريم الجبلي
و اللائحة طويلة …
س: محمد العاقل في كلمة أخيرة ماذا يمكن أن تقول؟
أولا أحييك صديقي الصحفي المتميز عادل دادي و أحيي كذلك طاقم الصحيفة الإلكترونية راديو تطوان على هذا اللقاء الذي خصصتموه لي للتقرب أكثر فأكثر للمتتبعيكم الأفاضل …
بالنسبة للجديد الفني و الجمعوي ، حاليا أشتغل على تأسيس فرقة محترفة تشتغل على مسرح الطفل و قضاياه المتنوعة و المتعددة من خلال. بوابة جمعية ألفا للتنشيط السياحي و الثقافي بتطوان و التي تضم خيرات من شباب المبدع بالمدينة ، كذلك هناك مشروع حملنا مشعله على عاتقنا هذا الموسم و هو جولة فنية بعمل مسرحي يحمل عنوان : مغامرات ميمو و جويليلي ، هي عبارة عن حكايات و مواقف يجد نفسه ميمو البهلوان و الذي ألعب دوره أمام حيرة مع الثنائي المتميز ياسين القماص الملقب لدى أطفال تطوان بجويليلي ، الجويليلي يلعب دور الطفل الذي يهوى اللعب و إفراغ طاقاته في بعض الأمور السلبية ليجد دائما أمامه ميمو البهلوان الذي يأطر و يوجه طاقاته في المنحى المناسب ، قمنا بعرض هذا العمل بكل من عمالة تطوان و عمالة المضيق الفنيدق و ولاية طنجة الكبرى ، هذا العمل المدعم من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة و الإتصال قطاع الثقافة بتطوان الذين نشكرهم من هذا المنبر على صدرهم الرحب إتجاه الأعمال الجادة.