افتتح مسرح “ثربانتس” سنة 1913 بالقرب من مرفأ طنجة القديم، وعاش أبهى عصوره في الخمسينات من القرن العشرين، وذلك بسبب وصول تعداد الجالية الإسبانية حينها إلى 30 ألف شخص، وظل لمدة طويلة محتكرا الريادة في عالم المسارح في شمال إفريقيا من حيث كبره وشهرته النافذة.
هذه التحفة المعمارية الإسبانية احتضنت عروض كبار الفنانين والمسرحيين العالميين، من بينهم المغني “أنطونيو كاروزو”، والمغنية “باتي أدلين”، إضافة إلى فرق موسيقى الفلامنكو الإسبانية الشهيرة بداية القرن الماضي، والمجموعات الموسيقية العربية والمغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن البناء المزركش بالسيراميك الأصفر والأزرق الذي يزين واجهته، لا زال في حوزة المملكة الإسبانية، إذ تقول مديرة المعهد الثقافي الإسباني “سيسيليا فرنانديز سوزور”: “حالة المسرح اليوم المملوك لإسبانيا تبعث على الشفقة”.
ومن جهة أخرى، فإن هذه المعلمة التاريخية بامتياز وجدت كثيرا من الأصوات التي تندد بوضعها المتهالك، وتطالب دوما بالحفاظ على هذا التراث الإنساني بعروس الشمال طنجة، إلا أن تلك المحاولات المخجلة لإعادة إحياء المسرح لم تف بالغرض، ونحن نشير هنا على سبيل المثال لا الحصر، إلى المؤرخ الإسباني ”برنابي لوبيز غارسيا” الذي تولى في شهر شتنبر المنصرم إقامة معرض بمناسبة مائوية مسرح “سرفانتس”، في محاولة منه لنفض غبار النسيان الذي يغطيه، حيث أصبح شبه حطام يثير سخط العارفين بتاريخه.
راديو تطوان