حركية غير مسبوقة بمدينة تطوان المزهوة بالزيارة الملكية الميمونة التي تعرفها المدينة عند كل فصل صيف ، أعمال كنس و تبليط و تلميع الشوارع و الأزقة بدأت مند فترة ولازالت مستمرة أبطالها عدد من الشباب اليافعين، بلباسهم المخطط بين البرتقالي و الأخضر هم عمال الإنعاش الوطني الذين أنعشوا الحمامة البيضاء من جديد.
أوّل ما يثير انتباه زائر مدينة تطوان، هو نظافتها في هذا الصيف الساخن الذي يعرف إقبال كثيف من لدن الزوار من كل المدن المغربية ،و الجالية المقيمة بالخارج أحياءُ وحارات وسط المدينة نظيفة جدّا، المكانسُ لا تفارق أيْدي عمّال الإنعاش الوطني المكلفين بالنظافة على مدار النهار الذين تجدهم أينما وليت وجهك.
مداخل المدينة عرفت تغيير منسوب لعاملات الإنعاش الوطني الذين يسهرن بعناية فائقة كسوة التلال بالخُضرة، والسقي المستمر وقص الحشائش وعلى الطّوار النظيف توجد كراسي معدنية مخصّصة للمُشاة، بين كرسيّ وآخر مسافة مائةِ متر تقريبا، على الطوار أيضا صناديق قمامة معدنية بأشكال جميلة، تفصل بين الواحد والآخر نفس المسافة هي فسحة جميلة للرياضين و المشاة ولحظات أنس للمحبين لأستنشاق الهواء العليل.
حدائق تطوان عرفت بدورها انتعاشا هذا الصيف حيث قصت حشائشها و أشجارها و أصبحت مرتعا للأسر و العائلات و ثمّة لوحات إرشادية تدعو المواطنين إلى الحفاظ على جمالية المدينة، وعدم رمي الأزبال على الأرض، التطوانيون حسب ما يظهر لزائر المدينة يحترمون “أوامر” اللوحات الإرشادية، ففي وسط المدينة من النادر أن تجدَ متلاشيات أو أزبالا مرمية في الشارع.
ولا شك أن الزائر لمدينة تطوان، سيلاحظ النظافة التي أصبحت عليها شوارع هذه المدينة منذ سنوات، وكيف أن عمال الإنعاش الوطني قد ساهموا بشكل كبير في إنجاح عمليات التمشيط التي تهدف إلى محاربة الأزبال و جعل المدينة تظهر بصورة تساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد السياح بداخلها سنة بعد أخرى، كما أن مستخدمو الإنعاش الوطني في هذه المدينة، يتكلفون بتزيين شوارعها عبر صباغة الأرصفة، و سقي الأشجار، بالإضافة إلى سهرهم على تشييد مجموعة من الأوراش ما يساهم في توفير مبالغ مهمة لصالح الدولة، كل هذا بالإضافة إلى إنتشار عدد منهم داخل مجموعة من الإدارات و المؤسسات العمومية.
عمل عمال “الإنعاش الوطني” أستحسنه أغلب سكان تطوان ومعظم الزائرين متمنين أن يبقى عمال الإنعاش طوال السنة ،حتى تبقى شوارع مدينة تطوان، نظيفة متزينة بِمَراجل أنيقة من الورود ، ولا تمتدّ إليها أيادي الصغار ولا الكبار.
مجهودات جبّارة يقوم بها مستخدموا الإنعاش الوطني بمختلف المرافق العمومية، بما فيها عملية الكنس و التبليط و التلميع و التزين ومقارنتها بما يتقاضونه من أجور هزيلة و غياب للترسيم نجد أن هذه الفئة تحتاج لعناية أكثر من طرف الحكومة التي لم تأبه لمعاناتهم في الوقت الذي عملت فيه على تسوية وضعية مجموعة من الفئات.
لقد باتت على وزارة الداخلية، ملزمة بإعادة النظر في سياستها مع عمال و مستخدمي الإنعاش الوطني، كما أنها أصبحت مجبرة على تسوية وضعيتهم المالية و الإدارية، وذلك لعدة إعتبارات سياسيا واجتماعيا ونفسيا نظير الخدمات التي يقومون بها في ضمان سيرورة العمل في مجموعة من الإدارات العمومية، حيث يتوزع عدد كبير منهم من أجل سد الخصاص و القيام بمهام تختلف مع اختلاف المستوى الدراسي، ومهنة كل واحد منهم، فيما أن بعضهم يقومون بمهام جبارة في تزيين رونق المدينة عند كل زيارة ملكية و حلول الزوار و السياح بالمدينة.
راديو تطوان-عادل دادي