نشطاء بيئيون بالمضيق وتطوان يطالبون بحماية كدية الطيفور وتحويلها لمحمية طبيعية
كدية الطيفور معلمة بيئية رينكونية، يعشقها الكثيرون حتى ممن لم يسعفه الحظ للصعود إليها، والتجول بين غاباتها ومنعرجاتها، أما من زارها واستنشق هوائها واستمتع بطبيعتها ومناظرها الخلابة، فالأمر يختلف كثيرا بالنسبة له. كل ذلك دفع بمجموعة من النشطاء البيئييين لتنظيم خرجة تحسيسية للمنطقة صبيحة يوم الأحد، للمطالبة بتحويلها لمحمية طبيعية.
المنطقة الجبلية المطلة على الساحل التطواني بكامله، والتي تجمع على مد البصر بين الشمال والجنوب وحتى الشرق والغرب، عبارة عن مرتفع جبلي يقتسمه شاطئ المضيق وكابونيغرو، غاباته نجت بشكل جزئي من الإجتثاث، رغم عمليات الحرق والترامي التي تمت خلال السنوات الأخيرة، إلا انه مازال يحتفظ ببعض ملامحه، وهو ما جعل هؤلاء النشطاء، يدفعون في اتجاه تأكيد حماية المنطقة.
البعض يعتبر أن من انجى الغابة لحد الساعة من الدمار، هي الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك إليها بين الفينة والأخرى، خاصة خلال تواجده بالمنطقة في فصل الصيف، فقد أغرم بها وأصبحت ملاذا ومتنفسا له في كثير من المناسبات، بل أنها استفادت من طريق مرصف وجيد حتى أعلاها، بسبب تلك الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك، وهو ما قد يجعلها محمية إلى حين، لكن ليكون الأمر أكثر ضمانا فقد ارتفعت تلك الأصوات لتطالب بضرورة الحماية ورسمنتها كمحمية طبيعية.
يتخوف الكثير من اهالي المضيق، ومعهم زوارها وعشاق كدية الطيفور، من أن تلقى نفس مصير مرجة اسمير الطبيعية، التي تحولت خلال السنتين الأخيرتين لمنتجع سياحي من المستوى الرفيع، بعد أن تم القضاء عليها وإقامة مباني سياحية من الطراز الفاره جدا، بتدخل بعض الأسماء الوازنة في سلم الدولة، لم يستطع أحد معها ان يقف في وجههم، مما قضى على الجزء الأكبر من المحمية الطبيعية، التي تحولت لبنايات وتكاد الطيور تهجرها بعد أن كانت ملاذا لآلاف الأنواع من الطيور المهاجرة من اوربا أساسا.
الخرجة التحسيسية الإحتجاجية التي نفذها نشطاء من المضيق ومناطق أخرى، قالوا أنها ليست سوى البداية وانه سيتم التعبئة لوقفات ومسيرات أخرى في وقت لاحق، حيث فتحوا حلقة نقاش لتدارس سبل حماية المنطقة الغابوية، وتوعية المواطنين بذلك وتحسيس لمسؤولين بضرورة الدفاع عنها، وكذلك ضمان أكبر قدر من المتعاطفين والمتضامنين لتأكيد مطلب الحماية اولا وتحويلها لمحمية طبيعية منظمة ثانيا، مع توفير الامن والتجهيزات والبنيات التحتية حتى يتمكن المواطنون من الإستفادة منها خاصة في فترات الربيع والصيف.
راديو تطوان-مصطفى العباسي