تقرير خطير: وجود “معسكرات تدريب” للجهاديين في شمال المغرب
حلل تقرير استخباراتي كتبه مركز الاستشارات الاستخباراتية AICS (الذي يعد تقارير عن المخاطر الأمنية نيابة عن الشركات الكبرى التي لها مصالح في المنطقة، بالإضافة إلى تطوير الخطط الأمنية لمواجهة مخاطر الإرهاب، وتوفير التدريب في مجال السلامة والحماية الذاتية الشركات الإسبانية) الوضع الحالي للإرهاب في المغرب، وعثر على ما يقول إنها معسكرات تدريب تبعد 8 كيلومترات فحسب من سبتة.
واحدة من النقاط الأكثر إثارة للقلق من المعلومات التي تعكسها هذه التحليلات هو وجود «معسكرات تدريب صغيرة» للجهاديين حول مدينة الفنيدق.
وفي معسكرات التدريب هذه، كما يوضح التقرير، يتلقى المتطرفون التدريب الأساسي، قبل أن يجري تعيينهم لمهام يرسلون إليها في الجبهات الرئيسية التي فتحها الجهاديون. وبالإضافة إلى سوريا والعراق، فقد أرسل المشرفون على معسكرات التدريب أيضا مقاتلين إلى المناطق القريبة من مالي والجزائر، حيث توجد جماعة تسمى «الموقعون بالدم» يقودها مختار بلمختار، أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل انشقاقه.
وبحسب التقرير، فإن الذين ينقلون إلى معسكرات التدريب هم من الشباب الذين يدينون بالولاء لتنظيمات جهادية، وليست لديهم أية تجارب في تقنيات استعمال السلاح، وهنالك يتلقون أول دروسهم في تعلم الأشكال الأساسية للقتال.
الفنيدق. ملاذ المتطرفين
على الرغم من أن قوات الأمن المغربية، جنبا إلى جنب مع الشرطة الإسبانية، أثخنت الخلايا الجهادية بالضربات في عام 2014، إلا أن الوضع لم يتحسن، كما يشير التقرير، ويقول: «إن الخطر الحقيقي لا يزال موجودا في المناطق الداخلية من المغرب، حيث كانت إجراءات الشرطة أقل تركيزا، لأن عمليات المراقبة تكلف بها طرف واحد، أي قوات الأمن المغربية».
وفي الوثيقة، هنالك منطقة سميت ب » المثلث الأسود»، وهي منطقة قروية بالأساس تقع بين الفنيدق، تطوان وطنجة. وتحيط بمدينة سبتة، وفي هذه المنطقة تقبع مراكز تدريب كما يقول التقرير. وبالرغم من أن الشرطة المغربية نفت وجود هذه المواقع، إلا أن سلفيين قدموا روايات على أن متطرفين كان يتدربون في مواقع معينة هنالك قبل مغادرتهم للبلاد نحو سوريا. ويعتقد على نطاق واسع هنالك أن المتطرفين كانوا يستعملون أسلحة حقيقة في التداريب نقلها متطرفون مقيمون في سبتة إليهم.
من هناك، غادر عدد مهم من الشبان المغاربة نحو سوريا والعراق، في السنوات الأخيرة للانضمام إلى «الجهاد»، وكان أكثرهم النواة الرئيسية لتشكيل مجموعة حركة شام الإسلام.
وهذه المجموعة، كانت فاعلة ونشيطة خلال الحرب في سوريا، تتكون في معظمها من المواطنين المغاربة المنحدرين من تطوان، لكن الشبان الأوائل شرعوا في العودة إلى المغرب، ومن بين 170 شخصا في السجون المغربية من العائدين، أحصى سلفيون نحو 90 في المائة منهم كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم حركة شام الإسلام.
خبراء المتفجرات وعمليات الخطف
نقطة أخرى تثير القلق ترد في هذا التقرير هي معضلة ما يسمى ب «العائدين» من حركة شام الإسلام. فهم مقاتلون يملكون خبرة واسعة في تقنيات الحرب، وقد أظهروا فعالية كبيرة في التعامل مع المتفجرات والتخطيط والتنفيذ لعمليات الخطف.
وكما يقول التقرير: «بالنسبة لهذه المجموعات الموجودة حاليا في المغرب، فقد كان ينظر إليها بداية الأمر كاستثمار، وحتى حينما عادوا، فإن استعمالهم لأغراض إرهابية لا يمكن أن يضمحل».
وتسعى الخلايا المحلية في المغرب لاستخدام كل التدريب والمعارف المكتسبة في سوريا، لأن الهدف النهائي «سيكون توسيع نفوذ جماعتهم في الأراضي المغربية، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود الإسبان بينهم، وهو ما لا ينبغي أن يستبعد معه إمكانية اختراق هذه الخلايا لأوروبا عبر إسبانيا». وعلاوة على ذلك، سيتم أيضا استخدام العائدين من قبل المتطرفين لاستقطاب مجندين جدد، لأنهم سيستعملون انتصاراتهم في ساحة المعركة، وبطولاتهم المزعومة لتبرير معنى الجهاد.
هجمات مذهلة !
وعلى الرغم من تطوير تقنيات لمحاربة القاعدة، إلا أن «حركة شام الإسلام» لديها نفس القدرات، لذلك ستعمل على تقليل أشكال عملياتهما لتقتصر على هجمات متوسطة الشدة، مع خفض استخدام متفجرات، أو على الأرجح، التركيز على عمليات مباشرة ضد أهداف خفيفة، أو ضعيفة الحماية كما يشير التقرير. وتعتقد الشرطة المغربية أن هذه الجماعات لا تزال تعتمد على «تنظيم بدائي للغاية». ومع ذلك، فإنها تنمو باستمرار.
وفي الواقع، يشتبه في أن يكون واحد من أول أفعاله على الأراضي المغربية «مفرطا بصورة مذهلة» لجذب الانتباه وإظهار القوة. ويقول التقرير «إذا لم يعمل المغرب على تنفيذ عمليات السيطرة على هؤلاء الأفراد، فإنه سيسمح بتوسيع وترسيخ أنشطتهم داخل حدود المملكة، وهم يبحثون عن فرص للعثور على التوسع خارج المملكة، وبالأخص في إسبانيا، والمدن التي تتمتع بحكم ذاتي سبتة ومليلية»، يخلص التقرير.
راديو تطوان-منير أبو المعالي(اليوم 24)