أمر عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، كل المسؤولين بمتابعة المشاريع التنموية الخاصة بإقليم تطوان التي كلفت 550 مليار سنتيم، لتدقيق مدى نجاعة ما ينجز على أرض الواقع، وتدقيق مستوى الإنجاز وتفادي الاكراهات والعراقيل، التي تعترض بعض المشاريع، واحتساب المصاريف التي أنفقت.
وأفادت المصادر أن لفتيت ذكر الوزراء وكبار المسؤولين والمصالح الخارجية للوزارات، بالتعليمات الملكية التي ركزت على أهمية تتبع كل مشروع على حدة منذ إنجاز أولى الدراسات التقنية، وإطلاق الصفقات العمومية، ورصد الملايين وانتهاء الأشغال، وأي تقاعس يؤدي إلى إقالة كل من تسبب في تعطيل مصالح الدولة والمواطنين.
واطلع لفتيت الذي ترأس اجتماع لجنة قيادة البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية بتطوان، الأربعاء الماضي بالرباط، الحاضرين على آخر المعطيات المرتبطة بتقدم إنجاز مختلف المشاريع المبرمجة في إطار البرنامج الذي أطلقه الملك محمد السادس في أبريل 2014 ويغطي الفترة الممتدة بين 2014 و2018، والذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 5.5 ملايير درهم، ما يساوي 550 مليار سنتيم.
واستعرض مختلف الوزراء وممثلو القطاعات المعنية بالأرقام درجة تقدم أشغال المشاريع المبرمجة بتطوان، وكذا رصد مختلف الإكراهات التي تعترض تنفيذ بعض المشاريع وسبل تدارك التأخر المسجل في إنجازها، إذ شملت هذه العروض مجالات وقطاعات متنوعة، همت الصحة والتعليم والسياحة والصناعة التقليدية والتنمية المستدامة والماء والإسكان والثقافة والتجهيز والرياضة والمياه والغابات والأوقاف والشؤون الإسلامية.
ويروم البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لتطوان، الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات الملكية الرامية إلى النهوض بالنسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وفق رؤية متناغمة ومتوازنة، ضخ دينامية جديدة في القاعدة السوسيو-اقتصادية للمدينة وجهتها، ودعم تموقعها، وتحسين إطار عيش سكانها، والحفاظ على منظومتها البيئية.
ويتوخى البرنامج الخماسي، القائم على مقاربة تشاركية منهجية تشمل مختلف فعاليات المدينة، جعل تطوان وجهة جذابة مستقطبة للخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال، ورفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المطروحة على هذا التجمع الحضري بشمال المملكة المغربية.
وأعرب رشيد الطالبي العلمي، منتخب بجهة تطوان، وزير الشباب والرياضة في تصريح للصحافة عقب الاجتماع، عن ارتياحه للحصيلة المتقدمة لإنجاز المشاريع التي تتولى الوزارة تنفيذها في المدينة، مشيرا إلى أن الوزارة تساهم بمبلغ 550 مليون درهم من أصل مليار و700 مليون مخصصة للشق الاجتماعي من هذا البرنامج، صرف منها حتى الآن 460 مليون درهم، فيما يتوقع صرف 90 مليونا خلال السنة المقبلة لإنجاز مشاريع تشمل بناء ملعب تطوان الكبير المندرج ضمن البنيات التحتية لترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم وبناء مسبح وقاعة مغطاة، ومجموعة من المرافق الرياضية.
ومن جهته، اعتبر محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال أن آلية تتبع المشاريع الكبرى الثقافية والاقتصادية والاجتماعية المندرجة ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة، يعد طريقة جديدة في تدبير الشأن العام، منوها بنسبة إنجاز الأشغال والمشاريع التي فاقت 50 في المائة في بعض القطاعات الحكومية.
وأشارت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، إلى أن مساهمة قطاع الماء في البرنامج تهم بالأساس تهيئة سهل مارتيل باعتباره “مشروعا نموذجيا”، سيجعل من السهل فضاء للاستجمام وللتنمية يساهم في التنمية المحلية للمنطقة، موضحة أن هذا المشروع الذي ساهمت فيه كتابة الدولة المكلفة بالماء ب 150 مليون درهم، يهدف بالأساس إلى تهيئة مجرى الماء من “تامودا” إلى مصب “واد مارتيل”، والذي ساهم بشكل حاسم في الوقاية من الفيضانات.
الصباح