هل بات المغرب التطواني بحاجة إلى ” لجنة إنقاذ “

شارك هذا على :

نادي المغرب التطواني دخل النفق المظلم من أوسع أبوابه، ذلك النفق الذي يقود مباشرة للقسم الثاني من الدوري المغربي بعد الهزيمة العاشرة التي تلقاها الفريق اليوم بمدينة آسفي. لا شيء يوحي بالنجاة، إذ كل المؤشرات تؤكد على سوء اختيار القائمين لتدبير أمور النادي بعد مرحلة المؤقت من طرف سلطة التحكم بتنصيبها لنفس الأسماء وجعل الجمع العام مجرد واجهة لإضفاء الشرعية.

نظافة اليد ودماثة خلق الرئيس ومعه أعضاء المكتب، أشياء لا يمكن منازعتها أو التشكيك فيها، وربما هي إحدى مسببات الفشل. تدبير الأندية الرياضية بالمغرب بحاجة لشخصيات ذات كاريزما تعرف خبايا التسيير الرياضي في المغرب وصعوباته ووسائل الضغط والتواصل مع مركز القرار، وقادرة على مواجهة خبث الوكلاء في عمليات الابتزاز المرافقة لملفات المنازعات قصد تصريف بضاعتهم الرثة على حساب مصالح النادي.

فشل الرئيس يوسف أزروال في عقد الجمع العام غير العادي الذي دعا إليه مؤخرا بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني يؤشر على عدم تحكم المكتب المسير في أمور النادي وضعفهم في التواصل والتنسيق مع المنخرطين، وهي ليست المرة الأولى بل سبقتها حالة الجمع العام الانتخابي تم إلصاق التهمة بالرئيس السابق رضوان الغازي. اليوم تتضح الرؤى جيدا بكون المكتب الحالي لم يبنى على أسس سليمة مبنية على مشروع رياضي مكتمل الأركان للسنوات الأربعة القادمة، بل تم ملأ الفراغ إن لم نقل قطع الطريق على بعض المبادرات التي كانت تمني النفس بقيادة النادي بل وصل الأمر إلى شيطنة بعض أعضائها أو مهاجمتهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

الوصاية التي مورست على يوسف أزروال من طرف جهات تملك سلطة الدعم من خلال إبعاد كفاءات كانت مقترحة ضمن لائحته ووضع مقربين منها داخل تشكيلة المكتب المسير ساهمت إلى حد كبير في إنتاج مكتب بدون خلفية رياضية أو تجرلة سابقة في التسيير الكروي خاصة بعد سقوط أحد الأسماء المهمة من تشكيلة المكتب لأسباب مهنية يعرف الجميع تفاصيلها، وبالتالي بقى الرئيس ومحيطه يتخبطون في تنزيل قرارات تقنية وتعاقدات ” خردة ” يدفع الفريق نتائجها حاليا.

اليوم نحن أمام مفترق طرق، اتجاه يقول بتقديم المكتب المسير لاستقالته وتشكيل لجنة إنقاذ من خارج مؤسسة المنخرط وبعيدة كليا عن الاستغلال السياسي وقربها من دوائر المنح المالية، تكون لها صلاحيات كبيرة في وضع تصور استعجالي للخروج من الأزمة وتدبير الدورات القادمة بقرارات تقنية من خلال تعيين مدرب عارف بخبايا الفريق والنادي والجمهور وقادر على إخراجه من نتائجه السلبية، والعمل على حل ملفات النزاعات العالقة بشفافية عبر منح الدعم العمومي أو حقوق النادي لدى العصبة الاحترافية التي ستفرج عنها خلال الأسابيع القادمة للقيام بتعاقدات جديدة في الميركاتو الشتوي لتعزيز أماكن الخلل التي يعاني منها الفريق في مقابل تسريح لاعبين لا يقدمون أية إضافة أو يوجدون في حالة عالة على التركيبة البشرية.

التوجه الثاني هو الذهاب نحو جمع عام استثنائي لإعادة تشكيل المكتب المسير عبر ضخ دماء وكفاءات قادرة على تقديم الدعم المالي والأفكار التي من شأنها تطوير النادي وتجنب التداخل في الاختصاصات بين ما هو تقني وإداري، وفتح نقاش رياضي مع محيط النادي من الغيورين والمحبين وقدماء اللاعبين ووضع مخرجاتها على طاولة التمحيص للخروج بقرارات تساعد على تدبير النادي برؤية تشاركية بعيدة عن حسابات الربح والخسارة.

عماد بنهميج

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.