كابوس من نوع آخر
يقول هاملت في مشهد الموت : “نفقد العزم و نفضل عذاب الحياة”….
فعذاب الحياة فيه الكثير من المعاني و الدروس، و هو الذي يجعلنا نتشبت بالحياة و بتحقيق أحلامنا….
لكن في تقاليدنا نقول الكثير من قبيل: دمايري، كيجيبا من لفم دالسبع، الرجل هو اللي ما ينزلشي يدو….
و لكن هل دائما سنقوم بإسقاط هاته الأسماء عن من هم يكدون و يشتغلون؟
نحن لدينا ثروة في هذا الوطن، لا نعرف معناها….
هاته الثروة هي الشباب و ما أدراك ما الشباب….
أوروبا بأكملها و بقوتها لا توجد بها، بل تستوردها بالقانون أو بالمهاجرين المقيمين هناك، أو المهاجرون حديثا….
و نحن لا نعطي لها أهمية، نجعلها كابوسا….
رغم الكثير من البرامج و الاستراتيجيات لدعم و تقوية و تشجيع الشباب ليشتغل و يعتمد على نفسه….
و لكن نظرا للمعيقات العديدة و لأن الموضوع في حد ذاته سياسيا قبل أن يكون برنامج أو مخطط….
فإن كل الحكومات لديها برامج للشباب….
و كذا الأحزاب السياسية تشتغل عليه من منطلق ملء صناديق الإقتراع أو تطبيق إملاءات المؤسسات الدولية، حتى تعرف أن الشباب لهم مكانتهم في المغرب….
و لكن هل فكر المسؤولون في ورش إصلاح قانون الشغل، الذي فيه ما فيه من العجائب؟
هل فكر المسؤولون في إصلاح منظومة التعليم العالي و البحث العلمي حتى يثق الشباب في وطنهم؟
هل فكر المسؤولون في مكامن الخلل الموجود في نظام عمل الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل و الكفاءات؟
هل ثم هل ثم هل؟….
نحن في زمن كورونا، هذا الفيروس الذي حطم الكثيرين من هاته الفئة، بل منهم من فقد الشغل أو أغلق مشروعه إلى أجل آخر، بل ركب قوارب الموت في اتجاه الفردوس الذي يقول في قرينة نفسه سأجد الإنسانية و المعاملة هناك أفضل من العراقيل الموجودة في الإدارة المغربية، ناهيك عن من وضعوا حدا لحياتهم….
فأين الخلل إذن؟
مشكل البطالة ما زال يؤرقنا و يخيفنا من الغد المجهول، فهذا في حد ذاته كابوس من نوع آخر الذي يجب أن نفتح ملفه قبل فوات الأوان حتى و إن كانت كل المبادرات و الاستراتيجيات التي قام بها المغرب من أجل دعم الشباب قد أثبتت نجاحها حسب التقارير الرسمية، إلا أننا ما زلنا أمام شبح البطالة الذي أصبح أكثر خطورة في الظرفية التي نعيشها.
حمزة الوكولي