طنجة تحطم الرقم القياسي في حوادث الانتحار بعد تسجيل حالة ثالثة

شارك هذا على :

نهاية أسبوع كارثية في مدينة طنجة، بفعل تواتر حوادث الانتحار بشكل متسارع وعلى نحو غير مسبوق، بعد تسجيل ثلاث حالات اليوم السبت، لم يكد سكان مدينة طنجة، يستوعبون صدمة إقدام رجل تعليم متقاعد على وضع حد لحياته بحي بئر الشيفا، حتى قرر شابان  آخران  اللحاق به إلى نفس المصير،  ولو أن الطريقة المستعملة في كلا الحالتين اختلفت.

واهتز مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية، بمنطقة بني مكادة، مساء اليوم السبت، على هول عملية انتحار، نفذها شاب من نزلاء هذه المؤسسة الإستشفائية، من خلال شنق نفسه بطريقة بشعة، مستعملا في ذلك حبلا حصل عليه بطريقة غامضة.

واكتشف موظفو المستشفى، جثة الشاب البالغ من العمر قيد حياته، 25 سنة، أثناء عملية تفقد عادية لنزلاء هذه المؤسسة الاستشفائية، حيث تسبب ذلك في حالة استنفار عارمة بين أفراد الأطر الطبية والإدارية، الذين هالهم حصول الشاب على الحبل الذي استعمله في وضع حد لحياته، بالرغم من مراقبتهم المستمرة لجميع النزلاء.

وحطمت مدينة طنجة، هذا اليوم رقما قياسيا في عدد حوادث الانتحار، التي وصل مجموعها إلى ثلاث حالات في أقل من أربع وعشرين ساعة، وكانت من بينها، حالة شاب أقدم على وضع حد لحياته، بشنق جسده من خلال تعليقه بعمود كهربائي بتجزئة المجد في مقاطعة بني مكادة.

وسجلت مدينة طنجة، في وقت سابق من نفس اليوم، عملية انتحار أخرى، قام بها أستاذ في منتصف الستينات من العمر، من خلال إلقاء نفسه من الطابق الثالث لمنزله الكائن بحي بئر الشيفا، بمقاطعة بني مكادة.

وقبل أيام قليلة، وضع عون قضائي، حدا لحياته شنقا داخل مكتبه بوسط المدينة. وقبل ذلك بيومين، هتز الجسم التعليمي بجماعة ملوسة (عمالة فحص أنجرة)، على وقع حادث انتحار غامض، لطفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة،  وقبلها بأسبوع، وضعت سيدة ثلاثينية حدا لحياتها، من خلال شنق نفسها داخل محل إقامتها بعمارة في شارع فاس.

ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره.

وحسب الدكتور إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، فإن السلوك الانتحاري لدى الشخص، تتكون أسبابه ودوافع داخل الأسرة وداخل المجتمع، امام اللامبالاة والإهمال فيما يخص المرض أو الخلل في بدايته الأولى، مما يتسبب في تفاقمه ليصل إلى ذروته، وهي القتل أو الانتحار.

وينبه الخبير السوسيولوجي، إلى السلوك الانتحاري يبقى نابعا من حالات العجز والإحباط وانسداد الأفق في ذهن المنتحر الذي يفضل استعجال نهايته  بطريقة ما، فيسقط مثل ورقة ذابلة في نسيج المجتمع.

راديو تطوان

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.