تصريحات الجزائري عبد القادر مساهل بين نارين

شارك هذا على :

تزامنت التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل مع وضعية يعيشها المغرب وهي ليست كباقي المراحل التاريخية التي فهمتها الدولة الجزائرية أو كانت على بينة من حيثياتها، ذلك ان خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكر 18 لعيد العرش بين اسباب كثيرة من وراء التطورات التي عرفتها المملكة، وقرر معالجة الاعطاب باعتماد ربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك من شانه تخطي الضمانات التي تعتبرها الدولة الجزائرية اساسية لقياس التقارب السلبي لاستمرار نفس النخب في السلطة وخنق السياسات الاجتماعية بالحفاظ على معدلات البطالة والفقر والتهميش لتبرير شرعية البقاء في دوائر السلطة وعدم تفعيل القانون لابعاد المواطنين عن التعبير والرأي…. في مقابل ان المغرب اليوم امام مخارج جديدة وتغيير متعدد الابعاد مما يلي :
على المستوى السياسي يبدو في المغرب ان المشهد الحزبي لم يعد مرضيا ومسعفا لطمأنة الحكومات الجزائرية والحفاظ على التقارب بين النمذجة الحزبية وهذا ما يستنفر أحزاب المعارضة الجزائرية لمواجهة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشعب الجزائري ، وعليه فان الحكومة الجزائرية ترى في ما يقوم به المغرب احراج حقيقي وضربة موجعة للعقليات المتحكمة في شؤون الشعب الجزائري والدولة الجزائرية.
وعلى المستوى الامني لقد تخطى المغرب الجزائر وكثير من الدول في مجالات متعددة ومنها الارهاب ومخططات خلق النزاعات بين دول القارة الافريقية ومختلف مظاهر التطرف والجريمة الدولية العابرة للحدود والاتجار في المخدرات … كما ان المملكة المغربية بعودتها للاتحاد الافريقي تغيرت معها كثير من الامور بالقارة وتسير اليوم في اتجاه النهوض باوضاع شعوب البلدان الافريقية واستبدال اقتصاديات الازمات باقتصاديات التنمية البشرية مما شكل انتكاسا لتجار السيادة والانسانية.
وعلى المستوى العسكري تبدو قواعد اللعبة تتعقد أكثر امام الجنيرالات الجزائرية الذين يبقون مدى الحياة في حين أن اصدقاءهم في المغرب يتغيرون ويعاد النظر في الكفاءات والمهارات والمهام المختلفة حيث اقبل جلالة الملك على تغيير عدد منهم وما يزال التغيير يلحق بنية الدولة بما يحرج الجنيرالات المتحكمين في الاقتصاد الجزائري على حساب مصالح الشعب الجزائري الحقيقية والتي هي نفس مصالح باقي الشعوب، لذا كل التصريحات غير المسؤولة تبقى غير مبررة مادامت بعيدة عن الصواب .
ان رزمانة الاصلاحات التي سار عليها المغرب وما يزال يسعى الى تثبيت رؤية دولية متميزة، من الافيد ان تنحو دولة الجزائر نفس المنحى لكي تكتمل الرؤية المشتركة بدلا من الصراخ غير المجدي نفعا لعلاقة البلدين، وفي المقابل اغفال المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب الجزائري وايضا الانتباه الى النخب الجزائرية التي لم يتم الاستفادة منها في ظل الدولة المدنية مقابل احتكار الجيش لمنابع الحياة المعاصرة . كما ان وضعية دول الجوار تميز بين المقاربات التي تخدم الشعوب والتي تزيدهم مآسي وبين ضريبة الفشل الناتجة عن الطروحات السيئة وضريبة النجاح المقوية للذات .

أحمد الدرداري أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية بمرتيل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.