هل تتجه الحكومة إلى قطع الماء عن المغاربة بسبب الجفاف؟
تعيش المملكة المغربية على واقع ظاهرة الجفاف وضعف الموارد المائية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، للسنة السادسة على التوالي نظرا لغياب التساقطات المطرية وارتفاع نسبي لدرجة الحرارة، ما أدى إلى دفع الحكومة للاعتراف عن طريق وزيرها نزار البركة المكلف بقطاع الماء، أمس الخميس، “بصعوبة الفترة الحالية وما تحمله من تحديات حقيقية وكبرى”.
ويرى خبراء المناخ أن الوضعية الراهنة تستدعي تظافر الجهود من مختلف المتداخلين، وإرساء آليات جديدة للحفاظ على “المستوى المتوسطي للمياه الصالحة للشرب”، في حين يمكن أن تتجه الحكومة إلى إجراء يهدف إلى “خفض صبيب الماء الصالح للشرب عن بعض المدن لتزويد المناطق البعيدة بهذه المادة الحيوية”.
في هذا الصدد، قال المهندس محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، إن “المغرب يعيش اليوم ظرفية مناخية استثنائية، تتسم بظاهرة الجفاف للسنة السادسة على التوالي، حيث سجلنا أرقاما مخيفة في السدود الوطنية”.
وأورد محمد بنعبو، أن “حقينة السدود لا تتجاوز نسبة 23 في المائة، وهذه المعطيات تنذر بوضعية مزرية في الساحة الوطنية”، مؤكداً على أنه “يمكن أن تتجه الدولة إلى خفض صبيب الماء الصالح للشرب، وهذا لا يعني قطع الماء على المواطنين”.
وتابع المتحدث عينه أنه “يمكن أن تقوم المملكة المغربية بعدة إجراءات استباقية لتفادي أزمة العطش، التي بدأت بوادرها تتحقق مع توالي سنوات الجفاف”.
وأشار الخبير المناخي إلى أنه “يمكن خفض صبيب الماء الصالح للشرب في بعض المدن لتتمكن بعض الأماكن البعيدة من الإستفادة منه”، مبينا أن “المواطن المغربي يجب عليه النظر في الطريقة التي يتعامل بها مع هذا المورد الحيوي”.