منابر عربية: “سمّاك الحسيمة” يوتر علاقات الريف بالدولة
واكبت صحف عربية حادثة مقتل محسن فكري، بائع السمك الذي لقي حتفه بالحسيمة مساء الجمعة الماضي، بسبب محاولته إنقاذ بضاعته التي كانت تحت آلة ضغط النفايات بشاحنة حمل الأزبال، بكثير من المتابعة والاهتمام؛ حيث اعتبرت أن مقتل السماك دليل على قسوة الحكومة.
وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة “الفجر” المصرية أن محسن لم يكن يعرف أن سعيه وراء رزقه وخوفه على أسماكه سيكون سببا في وفاته مقطعا إلى أشلاء من دون أن يدفع أحد ثمنا لإنهاء حياته بتلك الطريقة الوحشية، لتتحول قصته إلى “مأساة تشهد على قسوة الحكومة التي لا تعبأ بأرواح البشر”.
ورصدت الصحيفة المصرية كيف أن الحادثة أثارت غضبا شعبيا في المغرب، ودفعت المئات من السكان إلى الاحتجاج على وفاة بائع السمك داخل شاحنة النفايات وسط استنفار أمني بالمنطقة، مشيرة إلى تعهد مسؤولين مغاربة بالقيام بإجراءات إدارية مستعجلة لإحقاق حق الضحية.
وذكر المصدر ذاته أن وزير الداخلية أمر بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات وتحديد المسؤوليات بشأن وفاة بائع الأسماك، فيما قالت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة إن الشاحنة المذكورة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك ممنوعة الصيد تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة.
من جهتها قالت جريدة “المصريون” إن روح “بوعزيزى” التونسي رفرفت في سماء الحسيمة المغربية، بعد أن لقي بائع السمك مصرعه يوم الجمعة الماضي؛ حيث طحنته “شاحنة نفايات” خلال محاولته منع عناصر أمنية من مصادرة بضاعته بحجة أنها تخالف القوانين.
صحيفة “النهار” اللبنانية أثارت بدورها قصة بائع السمك، من خلال تطرقها لجنازة الراحل يوم الأحد، وأفادت بأن “آلاف المشيعين ساروا خلف جثمان محسن فكري الذي نقلته سيارة إسعاف صفراء اجتازت مدينة الحسيمة إلى بلدة مجاورة، فيما رفع بعض متصدري الموكب علما أمازيغيا”.
وتابعت الجريدة ذاتها بعض مجريات جناة فكري، وقالت إن مشيعين هتفوا “مجرمون، قتلة، إرهابيون” وسط نحيب النساء، كما صاح بعضهم “نم قرير العين أيها الشهيد محسن، سنواصل النضال”، وصرح آخر: “سكان الريف متضامنون مع الشهيد محسن. نريد ملاحقة المذنبين”.
وبحسب المنبر اللبناني، فإن مدينة الحسيمة الساحلية في منطقة الريف شكلت قلب الثورة ضد المستعمرين الإسبان في العشرينيات من القرن الماضي، ثم مسرحا لتمرد شعبي عام، لافتا إلى أن “هذه المنطقة أهملت طويلا أثناء حكم الملك الحسن الثاني، وعرفت بعلاقاتها السيئة بالسلطة المركزية المغربية”.