يبدو أن القائمين على تسيير ملاعب القرب في تطوان لا يأبهون للهدف الذي خلقت من أجله هذه المتنفسات الرياضية، ولا يعون فعلا خطورة إقفالها في وجه الشباب التواق لممارسة رياضته المفضلة، هذا الشباب الذين يبحث عن فضاءات لتفجير طاقاته في الرياضة بدلا من تفجيرها في أحضان التطرف، الذي أضحى شبحا مخيفا يتربص بالشباب خصوصا منهم أبناء الأحياء الشعبية.
غير بعيد عن هذه الأحياء الشعبية، وتحديدا بحي بوسافو ، قامت الدولة مشكورة بخلق ملعب قرب، لتمكين أبناء حي بوجراح وبوسافو من ممارسة الرياضية، والابتعاد عن التطرف والانحراف اللذين يهددان المجتمع وأبناء الأحياء الشعبية بمستقبل مظلم قريب من الموت بعيد من الحياة !
العيب ليس في ملاعب القرب بقدر ما هو في الماسكين والمتصرفين فيها، حيث نجد بعض الأشخاص قد تحكموا في الملعب وضموها لممتلكاتهم الخاصة،حيث يفرضون اتاوات على أبناء الحي من 10 إلى 20 درهم للشخص في الساعة من اللعب ضاربين عرض الحائط كل الأهداف التي خلقت من أجلها هذه الفضاءات الرياضية.
جمعيات رياضية عديدة تعمل في المجال الرياضي، همها الوحيد هو السهر على انتشال الشباب من الخمول والانحراف، من خلال دمجهم في المجال الرياضي، تدريباتهم وتحضيراتهم من خلال جمعيات رياضية فتية أملا في المشاركة في بكولات العصب الجهوية، لتجد نفسها ممنوعة من التدرب في هذه الفضاءات لا لشيء سوى أنها لا تنتمي لأي لون سياسي، أي أنها خارج اللعب “لعبة الاستفادة من المرافق العمومية لهذا الوطن السعيد”.
حرب سياسية تأتي على الأخضر واليابس، تأتي على طموحات شباب حي بوسافو وبوجراح، وتدفعه للتطرف والانحراف، وجمعيات تصرف من جيوب مسيريها من أجل تأمين مأوى لتدريب وتكوين هؤلاء الشباب، تجري محاربتها لأنها لا تمتلك “ظهرا” سياسيا يعبد لها الطريق نحو ملاعب القرب.
الجماعة الحضرية بتطوان أدلت بدلوها في الموضوع من خلال تصريح مقتضب للسيد محمد ادعمار رئيس حضرية تطوان والنائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية الذي قال خلال كلمته بدورة اكتوبر الجاري، ان ملاعب القرب داخل تراب الجماعة يجب ان تكون مجانية لفائدة شباب مدينة تطوان.
واضاف المتحدث ان اي جهة تقوم باستخلاص اتاوات من الشباب لقاء الاستفادة من هاته المرافق الرياضية هي خارج القانون. وتضع الجهة المستفيدة من الاتاوات في قفص المساءلة القانونية.
Monkar hada!