مسلسل الزحف”لداعش” متواصل.. خبير معلوماتي تطواني آخر الملتحقين
مازال مسلسل زحف الشباب المنحدر من مدن الشمال، خاصة من تطوان، نحو ساحات المعارك للقتال ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق “داعش”، مستمرا رغم المراقبة الأمنية المشددة، ومجهودات مختلف الأجهزة التي ترصد خطوات الراغبين في السفر نحو تنظيم البغدادي.
وعلم من مصدر خاص أن آخر الملتحقين بتنظيم “داعش”، في بداية الشهر الجاري، هو مهندس شاب في المعلوميات، ومسؤول بإحدى الشركات بالمنطقة الصناعية المتواجدة في مرتيل، وصاحب شركة للدعاية والإشهار، يدعى “محسن. م”.
هذا الخبر تلقته أسرة الشاب ومقربوه بصدمة قوية، خاصة أنه لم تكن تظهر عليه أية علامات للتطرف الديني، كما أنه أكمل مراسيم خطبته من إحدى الفتيات منذ أشهر قليلة، قبل أن يقرر في غفلة من عائلته ومحيطه القريب والبعيد أن يلتحق بمقاتلي أبي بكر البغدادي.
المفاجأة التي خلفها التحاق هذا المهندس الشاب بصفوف “داعش” لدى أسرته ومعارفه وأصدقائه، تُعزى إلى غياب أية مؤشرات ظاهرة على تشدده الدين، وهي ذات الملاحظة التي تبديها العديد من الأسر التي “تُصدم” بخبر اختفاء أبنائها، قبل أن تتأكد من توجههم نحو ساحات الوغى بالعراق وسوريا تلبية لنداء “داعش”.
ويفسر مراقبون هذا المعطى بأن أحد التوجيهات الأساسية التي بات التي يتلقاها الشباب الراغب في الالتحاق بتنظيم “داعش” من طرف الخلايا المتخصصة في تجنيد “الجهاديين” بعدد من مناطق المملكة وغيرها، هو عدم إثارة انتباه الآخرين، خاصة بالنسبة للشكل واللباس، وتحين الفرصة المناسبة للهجرة”.
وتفيد إحصائياتٌ أن زهاء 1350 شابا مغربيا سافروا إلى العراق وسوريا، بهدف الانضمام إلى صفوف الجماعة الداعشية، وعاد منهم إلى حضن الوطن أكثر من 156 مقاتلا بعد أن اكتشفوا “سراب” أحلامهم بإقامة خلافة إسلامية، فيما تشكل نسبة الشباب الداعشي المنحدر من تطوان وطنجة نحو 30 بالمائة من مجموع “المقاتلين المغاربة”.
وبسبب هذا العدد المتنامي لشباب مدن الشمال، سيما مدينة تطوان والفنيدق وغيرهما، أضحت تقارير أمنية واستخباراتية أجنبية، سيما الاسبانية منها، تحذر من تحول تطوان وضواحيها إلى ما أسمته “القاعدة الخلفية” لتنظيم “داعش” بالمغرب، باعتبارها المزود الرئيس للتنظيم بالمقاتلين من داخل المملكة.
ويعزو محللون انتقال العديد من شباب الشمال إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق، لحمل لواء تنظيم أبي بكر البغدادي، إلى أن هذه المناطق من جغرافية البلاد ما فتئت تُعرف بطبيعتها “المحافظة” من الناحية الاجتماعية والدينية أيضا، فضلا عن انتشار التيار السلفي هناك، دون احتساب تهميش تلك المناطق اقتصاديا وتنمويا”.
راديو تطوان-هسبريس