فَــوْزٌ وَخَــسَــارَةٌ ..!
لم يكن من الغريب في خضم هذا الجدل المصنوع من طرف جبهة البوليساريو، أن يربح المغرب إشارة قوية أخرى تدل على مسعاه الجدي والإيجابي للنهوض بأقاليمه الجنوبية، ونحن نتحدث هنا عن منتدى “كرانس مونتانا” الذي سينظم بمدينة الداخلة على مدار ثلاث أيام متتابعة 12 و13 و14 من مارس الجاري، حيث أفاد في تصريح لموقع “بلادي أون لاين” النائب الإشتراكي بالبرلمان الأوروبي “جيل بارنيو” أن انعقاد هذا المنتدى بمدينة الداخلة المغربية، هو إشارة أخرى قوية على الثقة التي يحظى بها المغرب لدى الفاعلين والمنظمات الدولية، وهو ينضاف إلى سلسلة الملتقيات الدولية الكبيرة التي دأب المغرب على تنظيمها في مجالات مختلفة .
وقد عد النائب البرلماني بأن هذا الملتقى سيشكل مناسبة للمشاركين من شخصيات بارزة في عالم الإقتصاد والسياسة، للوقوف على ما حققته الأقاليم الجنوبية للمملكة من تطور كبير بفضل المشاريع التنموية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما ختم المتحدث حواره بتأكيده على أن مقترح الحكم الذاتي يعتبر حلا موضوعيا، ويبقى هو الأنجع للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
مثل هذه التصريحات وأخرى كثيرة، وفي العديد من المحطات، من طرف شخصيات لها وزنها في عالم السياسة أو الأعمال أو مناصب اتخاذ القرار بصفة عامة، تؤكد على أن المغرب له حضور قوي في الساحة الإفريقية باعتباره همزة وصل بين القارة السمراء وباقي الأمم المحيطة، لذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يستأصل نزاع مفتعل في المنطقة أواصر العلاقة التي تجمع بلادنا ببلدان العالم، أو أن يصبح محل تشكيك منها، اللهم إذا استثنينا بعض التقارير الصادرة عن منظمات لا حكومية ولا رسمية معادية، والتي يشكك فيها الجميع بحد ذاتها فكيف يمكن الأخذ بتقولاتها! إذ لا تحظى بأهمية دولية أو بموقع هام يسمح لطرحها أن يؤخذ بعين الإعتبار.
نتخيل وكأنهم بصدد تجريح وتعديل المغرب! جاهلين بأن هذا العلم لا يستعمل إلا بين كبار الفقهاء وبعضهم البعض، لذلك لا يمكن أن تقوم منظمة أو مؤسسة واهنة ضئيلة بممارسة هذا العلم الجليل على دولة لها تاريخ يسرد منذ القدم، ويقع من الجميع موقع الحفريات في أرض غناء كدولة المغرب.
في مقابل إشادة الدول والمسؤولين بهمة بلادنا وحركيته الدائمة سعيا وراء الحفاظ على سلم المنطقة من جهة، ونهوضا بأقاليمه الشمالية والجنوبية على حد سواء من جهة أخرى، نجد أولئك الإنفصاليين يرفعون حالة التأهب، وينتوي جنودهم المسمون بــ “جيش التحرير الشعبي الصحراوي” القيام بمناورات عسكرية ضخمة بمختلف التشكيلات والأسلحة بالقطاع الشمالي منتصف مارس الحالي إلى نهاية شهر أبريل القادم كما جاء “بالمصير نيوز”.
ما هو ملاحظ، هو أن هناك طرفا يسعى لضبط الأمن والسلم، وهناك من يريد تضخيم الأمور وتصعيد الأحداث بغية الوصول إلى “اللانهاية”، وهذا أمر لا يستقيم مع التوجه الدولي الجديد الذي أصبح يحمي الإنسانية أينما وجدت، لاسيما وأن مكان نشاط جبهة البوليساريو يعج ببؤر إرهابية قد تتفجر في أي لحظة احتقان، مما سيعود على المنطقة ككل بخسران مبين.
“لندفع بالتي هي أحسن”، ولندع فعاليات هذا الملتقى الهام يمر في سلام، لعل أحوال المنطقة تستبين طريقها من جديد، ولأكثر من مرة لم يكن العنف ولم تكن الكراهية ولم يكن التمسك بباطل حلا ينجو بصاحبه لبر الأمان، إنما العمل الدؤوب والجاد وتحقيق التعاون الدولي التام من أجل النهوض بمنطقتنا الإفريقية، هو الكفيل بتحقيق فوز وخير يعمنا جميعنا.
راديو تطوان-نور أوعلي