في زمن كورونا… الصحافة تنصف أبناءها!
لا تختلف الأخبار الزائفة عن الأوبئة، فكلاهما معدٍ وسريع الانتشار، عند الأزمات تتضاعف مسؤولية الإعلام. فلا يقتصر الأمرعلى تقصي الحقائق، التنوير والتوعية الاجتماعية عبر الأنباء بل يتجاوز الأمر ذلك إلى السيكولوجي..
يتسمّر المغاربة كل مساء أمام قنوات أنبائهم الرسمية – أو عبر خاصية اللايف من موقع وزارة الصحة- ليتعرفوا على مستجدات الحالة الوبائية بالمملكة/ جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ، وما إن يصادفوا منشورا يخص الجائحة بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي حتى يقابلونه بهذا التعليق: -“المصدر؟”
لا شك أننا أمام متلقي اكتسب صفات جديدة: الرصانة، التريث، الثقة في الأرقام الرسمية وعدم الانسياق مع كل ما يسمعه ويقرؤه عبر النت.
لطالما حاولت الدولة بعديد المحطات من خلال سن قوانين للصحافة، وعملية فرض الملاءمة.. أن تحصن المهنة وتنتصر للصحفي المهني، لكن جُلها – المحاولات- باءت بالفشل، وكأن الأمر كان بحاجة لقوانين كونية، إلى معجزة أن يتوقف العالم وتستريح الأرض من عبث البشر، ويعيش الأخير تهديدا حقيقيا لحياته لتنهض صاحبة الجلالة و تستعيد عافيتها ويلتف الناس حولها.
إذا كان الأطباء يواجهون اليوم فيروس كورونا بالكلوروكوين والتفاني، فالصحفيون يحاربون “ميكروببة الأنباء” بالبحث الميداني عن الخبر اليقين، ويتصدون للإشاعة بكل ما أتوا من قوة، وبتأييد وكذا نقد القرارات الحكومية وعرض الأنباء الإيجابية لبعث الأمل في نفس المتلقي لتحقيق التوازن، التعامل السريع مع الرقمي (أبناء الصحافة الورقية)..كل هذه التحديات والمهام جعلت من السلطة الرابعة شريكا أساسيا في هذه المعركة الوبائية.
إذا كانت الصحافة في زمن ما قبل كورونا تأكل أبناءها – كما عنون أستاذنا طلحة جبريل كتابه “صحافة تأكل أبناءها”- وتجرعهم المرارة وتقسو على من يمتهنها بهمة وصدق ومهنية ، فاليوم الصحافة تنصف أبنائها وتعيدهم إلى مكانهم المستحقة. فهل نحن أمام ثورة صحافية حقيقية تعصف بقائمة “موبوءة” مكتسحة واقع الإعلام ببلدنا؟ أم إزاء رد اعتبار مرحلي للمهنة سيختفي بزوال الزائر الجديد و المثير “كورونا”.