على بعد بضعة أيام على الدخول المدرسي وبعد المصاريف التي تطلبها شهر رمضان وعطلة الصيف وقريبا عيد الأضحى، تجد الأسر المغربية نفسها مجبرة على مواجهة عبء مادي آخر ثقيل. يتمثل ذلك في فاتورة اللوازم المدرسية التي يتطلبها الدخول المدرسي كل سنة.
وعلى الرغم من أن العديد من المستهلكين يقومون بشكل قبلي بشراء لوازم الدخول المدرسي خلال موسم التخفيضات أو خلال الأسبوع الأخير من شهر غشت، قبيل الإقبال الكبير الذي يلاحظ في شهر شتنبر، إلا أن الدخول المدرسي يشكل، مع ذلك فترة مهمة بالنسبة للتجار العاملين في مجال مستلزمات الدخول المدرسي، وذلك بالنظر إلى الميزانية المهمة التي تخصصها لها الأسر.
ويبتهج الكتبيون خلال هذه الفترة التي يسجلون فيها ارتفاعا دالا في رقم معاملاتهم ابتداء من النصف الثاني من شهر غشت وإلى غاية شتنبر، في حين تشكل تكلفة مالية إضافية للآباء الذين يقومون بإعادة حساباتهم لمواجهتها.
وبالنسبة للقطاع الخاص يوضح أصحاب المكتبات أن بعض المؤسسات التي تعتمد اللغتين الفرنسية والعربية في الدراسة تفرض شراء مجموعة من الكتب المستوردة، خاصة تلك المتعلقة باللغات الأجنبية من قبيل اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، التي تكون باهظة الثمن، مشيرين إلى أن أسعار بعض الكتب قد تصل إلى 400 درهما، لتتجاوز الفاتورة 2800 درهما لكل تلميذ.
وتبدأ قوائم اللوازم المدرسية في المدارس الأجنبية من 2500 درهما، ويفسر هذا الارتفاع بأهمية الكتب المدرسية بالبعثات الفرنسية والأمريكية البلجيكية، فضلا عن تسجيل ارتفاع طفيف في تكلفة اللوازم المدرسية بسبب طلب نوع خاص من الدفاتر والأقلام.
وتتكلف بعض المدارس بشراء اللوازم المدرسية، خاصة الكتب غير متوفرة بالمكتبات المغربية.
ومع كل دخول مدرسي يظهر نشاط آخر موجه لأصحاب الميزانيات الضعيفة، يتمثل في بيع الكتب المستعملة التي تشكل بديلا للتخفيف من ثقل الأعباء المادية، من خلال الاستفادة من زبناء أوفياء خاصة من الأسر التي لها أكثر من طفل في المدارس الخاصة، وتفضل شراء الكتب المستعملة التي تكون في حالة جيدة من أجل التقليص من المصاريف.
ويتزامن عيد الأضحى هذه السنة مع الدخول المدرسي، إذ تواجه الأسر المغربية، خاصة من ذوي الدخل المحدود، تحديا كبيرًا في سبيل توفير أثمان الأضاحي وتوفير حاجيات المدرسة من تسجيل وكتب ودفاتر وملابس، خاصة من اضطرت إلى طرق أبواب المدارس الخصوصية للتراجع المهول في جودة التعليم العمومي.
ولم تتوقف المعاناة عند حدود هذا العام، فخلال السنوات الأخيرة، وجد المغاربة من الطبقات المتوسطة والفقيرة مصاعب كبيرة في بداية الموسم الدراسي، إذ تزامن الدخول مع شهر رمضان ثم مع عيد الفطر، مع كل المصاريف التي يتطلبانها، ثم تزامن هذا العام مع عيد الأضحى، في وقت تشهد فيه أثمان الأضاحي ارتفاعًا كبيرًا، ولم يعد ثمن ألفي درهم يكفي لشراء كبش يقنع عددًا من الأسر المتوسطة الدخل.
ويتعدّى عيد الأضحى بالمغرب بعده الديني إلى أبعاد احتفالية تنهل من الموروث الثقافي السائد. وبشكل عام، يبقى ذبح الأضاحي ضرورة لدى الأسر المغربية حتى الفقيرة منها مهما كانت التحديات ومهما كانت هذه الأسر تعيش ضائقات مادية، وزاد من تكاليف العيد أنه جاء مباشرة بعد انتهاء العطلة الصيفية وما تتطلبه هي الأخرى من ميزانية خاصة.