عزاء في المواقع وغياب في الواقع.. لماذا غاب السياسيون ومسؤولو الثقافة عن جنازة “حسن البلدي”؟
شُيّع الفنان المغربي الراحل حسن الزيتوني الشهير بـ “حسن البلدي” إلى مثواه الأخير بعد صلاة عصر يوم الاثنين في مقبرة بنكيران بحي زيانة، بحضور المئات من المواطنين الذين حجوا لتوديع إحدى أكبر القامات الفنية التطوانية بالمغرب.
وسادت حالة من الحزن والأسى على رحيل “حسن البلدي”، الذي شكل رفقت رفيق دربه عبد الكريم “الجبلي” ثنائي ساخر لأكثر من 35 سنة، بصم على مشوار فني حافل عايشته أجيال تسعينيات القرن الماضي وما تلاها من عقود قصة صعود نجم الثنائي الكوميدي “الجبلي والبلدي”، الذي تمرس على صنع البهجة لفئة عريضة من الجمهور الشمالي، منذ أيام الشرائط المسجلة، سالكا مسارا إبداعيا فنيا، طبعه الاجتهاد والبحث في القضايا ذات البعد الاجتماعي، جاعلا منها مواضيع انتقاد وسخرية في قالب كوميدي.
وفي الوقت الذي غابت فيه أغلب الوجوه السياسية عدا زهير الركاني، نائب رئيس جماعة تطوان ومحمد البرقوقي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيق الفنيدق؛ حضر عدد كبير من الفنانين والمسرحيين والتشكليين الذين أشادوا بخصال الراحل، وعبّروا عن حزنهم على فراقه.
وسجل المسرحي محمد العاقل غياب المسؤول الأول عن مديرية الثقافة الإقليمية والجهوية والوطنية، وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة-بتطوان عن حضور جنازة الراحل أو تقديم تعزية رسمية، تليق بهذا الفنان الراحل وبالاعتراف بإرثه الثقافي الكبير الا من خلال بلاغ يتيم من طرف النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية المنقول من فرعها بتطوان.
وطالب المسرحي العاقل بالتفاعل الفوري والإجراءات اللازمة لتقديم التعزية والاعتراف بإسهامات الفنان حسن الزيتوني وجميع الفنانين الكبار الذين سهموا في إثراء الفن الوطني والمحلي.
يشار أن بداية مسار أول ثنائي في شمال المغرب “الجبلي والبلدي” كانت في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال الأشرطة السمعية حيث شكلت السكيتشات كـ”الشرع عطانا أربعة”، “البيرمي”، “الانتخابات” و”غلاء المعيشة”، تتبع شريحة كبيرة من الجمهور، كما عرفت السيرة الفنية للثاني المشاركة في سبعة أفلام سينمائية، أبرزها “الزمان العاكر”، “ولاد البلاد”، “الموؤودة”، “رحمة”، وأخيرا “لا مورا””.