ذكرياتي مع “الأستاذ”
الحلقة : 1
في محراب “الأستاذ”
بطلب من مديرها المؤسس الأستاذ خالد مشبال، التحقت بمكتب ” وكالة شراع لخدمات الإعلام والتواصل” محررا صحافيا متعاونا غير مأجور.يوم افتتاحها سنة 1995.
ومنذ اليوم الأول، أحسست أنني داخل مدرسة مديرها والمعلم بها قطب واحد اسمه خالد مشبال…
… وبدأ الاحتكاك اليومي المباشر ب” الأستاذ”. كان يقف على كل كبيرة وصغيرة، لا يفوت هفوة أوخطأ.
وكم من مرة رمى أوراقي في وجهي، وهو يقول ” ما كتبته مجرد إنشاء ركيك بعيد عن لغة الصحافة وركائزها. أعد تحرير ماكتبت، وأرجعه إليُّ لأصححه من جديد”.
كان يقول لي هذا الكلام، وأنا المدرس الضليع في لغة الضاد وقواعدها. يقول هذا، وقد نشرت عدة نماذج من القصة القصيرة على صفحات جريدة “العلم” وسواها من جرائد عقد الستينيات، أي قبل حصولي على الباكالوريا.يقول هذا بعد تجربة صحافية وازنة، خضتها مع جريدة “الخضراء الجديدة” التي كان يصدرها من طنجة الأستاذ أحمد إفزارن، وبعدما عملت مراسلا رياضيا لعدد من الصحف المحلية والوطنية.
والحقيقة أن تصرف الأستاذ معي، كان يحز في نفسي ويحبطني، لكنني حين كنت أقارن بين ماكتبته في بادئ الأمر، ومادفعني هو لكتابته، كنت أدرك أن الرجل أستاذ في مادته وأنني مجرد تلميذ مبتدئ في حضرته، فلم يكن يسعني إلا أن أطأطئ رأسي صاغرا طائعا دون أن أزيد عن “حاضر أستاذ’.
مند تلك البدايات الصعبة، وأنا لا أنادي الرجل إلا باسم “الأستاذ”.
★★★★★ يتبع
الأستاذ و الكاتب الصحفي البشير المسري