لاحظ عدد من المواطنين في مدينة مارتيل، نوعا جديدا ومجهولا من الذباب الأصفر، الذي يحوم في الغالب حول الأشجار المتواجدة بالمدينة، حسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعرفت مدينة تطوان وطنجة بدورهما اجتياح هذا النوع من الذباب ، مما حدا “بمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة” للتطرق لهذه الظاهرة، حيث قال في بلاغ له “تلقى مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة OPEMH يوم 08 ماي 2018 شكاوى من طرف مواطنين تتعلق بوجود نوع غير معهود من الذباب بأعداد كبيرة يشبه الى حد بعيد في شكله ولونه حشرة الزنبور السامة مما طرحت معه أسئلة حول سلامة الصحة العامة للمواطنين..”
وأضاف المرصد في هذا الاطار، و تمثلا لمبدأ الاحتراز المنصوص عليه في القانون الاطار رقم 12•99 بمثابة ميثاق وطني للبيئة و التنمية المستدامة، وفور تلقي المرصد لهذه الشكوى تمت على وجه السرعة تعبئة لجنة تضم متخصصين في البيئة وعلم الحشرات من أجل الوقوف على حقيقة الخبر وتنوير الرأي العام.
وقد خلص البحث الميداني والمخبري إلى تواجد عدد كبير من الذباب ذي اللون الأسود والأصفر في معظم المناطق الخضراء بالمدينة، يتمركز هذا الذباب على مستوى براعم الأشجار والشجيرات ويتنقل بين الأزهار، ويقتات على الرحيق وبذور اللقاح، فيما لم يتم رصده داخل المنازل أو الأماكن العامة، كما يعد غير مؤذ ولا مزعج ولا يهاجم المواطنين.
وتم تحديد نوع الذباب بدقة حيث يتعلق الامر بـ Eupeodes corollae وEpisyrphus balteatus، والذي تنتمي الى ثنائيات الأجنحة (Diptères) وعائلة les Syrphidae التي تضم أكثر من 5000 نوع مختلف من الذباب، وتحاكي في شكلها ولونها بعض الأنواع من غشائيات الأجنحة (Hyménoptères) كالزنابير والنحل.
وعلى عكس ما توقعه المواطنون، فان لهذا النوع من الذباب أهمية ايكولوجية كبيرة جدا تتمثل في نقله لحبوب اللقاح من زهرة لأخرى وتسهيله لعملية الأبر، بالإضافة الى استهلاك يرقاته لحشرة “قملة النبات” le puceron وبعض الحشرات الضارة الأخرى.
وخلص البلاغ الى أن هذه الذبابة تتميز بتنقلها النشيط جماعيا بين المناطق في شكل يشبه الهجرة مما يرفع من مستوى أهميتها الايكولوجية خاصة في هذه الفترة من السنة.
وحذر مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة المسؤولين الى توخي الحيطة في استعمال أي مبيد حشري أو مادة كيميائية أو غيرها من أجل القضاء على هذا الكائن الحي، حيث انه من المفترض أن تواجده طبيعي وغير ضار بالبيئة و الصحة العامة.