تشكل المحجبات نسبة كبيرة من النساء المغربيات، وقد عرف المجتمع المغربي ارتفاعا ملحوظا في نسبة السيدات والفتيات اللائي يرتدين الحجاب خلال العقود الأخيرة مقارنة مع فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
هذا الإرتفاع انعكس على سوق الشغل المغربية بما في ذلك مجال السياحة والفندقة في المغرب، حيث تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث قيام مطاعم وفنادق فاخرة في المغرب بمنع محجبات خريجات معاهد في الفندقة من العمل داخل مؤسساتها، لتجد الفتاة المحجبة نفسها مقصية ومرفوضة في عمل بسبب حجابها، في حين لا يوجد أي قانون واضح يمنع ارتداء الحجاب داخل هذه المؤسسات في دولة جعلت من الإسلام دينها الحنيف.
موقع “راديو تطوان” توصل برسالة نصية من “مجموعة من خريجات معاهد الفندقة في المغرب يتم إقصاؤهن من العمل في الفنادق والمطاعم الفخمة (5 نجوم)، فقط لأنهن محجبات، وجاء في نص الرسالة: “نحن خريجات المعهد العالي للسياحة نعاني من إقصائنا الدائم للعمل في هذه المؤسسات بحجة ارتدائنا للحجاب ونعاني منذ تخرجنا من هذا المشكل، نحيطكم علما أننا حاصلات على ماستر استراتيجيات وتدبير العمليات الفندقية (بميزة جيد)”، فتيات وسيدات كثيرات يعانين الأمرّين بسبب حجابهن رغم عدم وجود أي قانون يمنع ارتداء الحجاب فهو شرط وضعته بعض القطاعات لنفسها ومن تلقاء نفسها.
“هشام.م” مدير مؤسسة فندقية قال لـ “راديو تطوان“: “إن منع الحجاب موجود رغم غياب أي قانون يمنع أو حتى يحمي المحجبات اللواتي يتعرض لمثل هذه الضغوطات ليطردن من عملهن أو يمنعن من الترقيات أو غير ذلك”، وأضاف بالقول “أن من ميزات أي مؤسسة فندقية أن تتوفر على مستخدمات مثيرات هم واجهة لها، غير أنه زار العديد من الدول الأوروبية ووجد نساء محجبات يعملن في أرقى المؤسسات والمتاجر، بينما يمنع الحجاب في الكثير من المؤسسات الأجنبية الناشطة في المغرب لأسباب إيديولوجية، وبحجة أنه يعيق في التواصل مع الزبائن”.
وأضاف أن المرأة المحجبة يجب أن تفرض نفسها ومن حقها العمل في المجال الذي تخصصت فيه، وتبقى هذه الظاهرة تتعارض مع حقوق وحرية المرأة وعلى الدولة أن تفرض على هذه المؤسسات تشغيل المرأة المحجبة ومعاقبة أي محاولة لمضايقتها.
من جهتها، كشفت الخبيرة الإجتماعية “أمال الصنهاجي”، في تصريح لها لموقع “راديو تطوان“، أن هذه “الأمور تحصل فعلا في المجتمع، وسكوت النساء عليها هو مازاد رقعتها توسعا، فالتركيبة الإجتماعية للمجتمع المغربي لها عقدة أمام القضاء، فالفتاة التي ترفع قضية مهما كانت ومهما كانت صفتها لا زالت ترى على أنها خرجت عن العرف والتقليد”، وأضافت أن البعض لا يعرف ما العلاقة التي تجمع بين ارتداء الحجاب وعمل المرأة في عدة مجالات، فالكفاءة المهنية ليست مرتبطة بالحجاب ولا تنقص بمجرد ارتدائه.