بليونش، المياه و الطبيعة و الخيال، تحت جبل المرأة المستلقية على ظهرها.

إعلان micomar Permium  – الحاسوب
شارك هذا على :

هي قرية بليونش و تقع شمال المغرب ، تحديدا على بعد 7 كيلومترات غرب مدينة سبتة و تطل على مضيق جبل طارق ، باختصار هي منطقة جمالها غير عادي و لها تاريخ عريق و كانت مطمحا للبرتغاليين و الإسبان إلا أنها محمية بسكانها البسطاء و جبالها الواعرة ، فقد قال عنها القاضي عياض أنها تحفة في البر و البحر .

يرتبط تاريخ هذه القرية ارتباطاً وثيقاً بتاريخ سبتة حيث شكلت خلال القرن الثاني عشر الميلادي متنزهاً لسكانها واستراحة لأمرائها ومترفيها وعن ذلك يذكر المؤرخون بإعجاب كبير غنى القرية ووفرة مياهها وخيراتها وجمال بساتينها وحدائقها إلى درجة أنها كانت تعتبر مورداً وخزاناً رئيسيا لسبتة، وهو الأمر الذي جعلها محط أطماع كل من غزى سبتة، من البرتغاليين والاسبان بعدهم، وازدهرت “بليونش” في العصر المريني فكانت ميناء يربط المغرب بالأندلس، حيث أقام بها عدد كبير من أعيان المغرب والأندلس على السواء، كأمراء العزفيين حكام سبتة، والأشراف القادمين من صقلية، كما أقام بها الغني بالله ملك غرناطة مع وزيره لسان الدين بن الخطيب وغيرهم، ويغلب على قرية “بليونش” الطابع المدني، حيث تضم من الآثار بقايا متعددة لمساكن وحمامات ومساجد قديمة تنتظم في شكل مجموعات عمرانية، إضافة إلى بنيات ذات طابع عسكري دفاعي، كالأبراج المدعّمة بشرفة ومرقب، وقد كشفت التنقيبات الأثرية ما بين سنة 1972م وسنة 1978م، عن بنية فريدة من نوعها في الغرب الإسلامي، ويتعلق الأمر بالمونيا المرينية، وهي تجمعات سكنية مخصصة للنزهة والاستراحة كانت منتشرة بالأندلس خلال العصور الوسطى، وعن تقنيات متطورة في ميدان التهيئة الفلاحية والاستغلال المائي في الأراضي المجاورة، وخاصة السفوح الشمالية الشرقية لجبل موسى بالقرب من مركز القرية.

2

وتعتبر قرية “بليونش” قرية فريدة من نوعها في العالم حيث أنها مقسمة بين دولتين وتمتد مساكن أهلها إلى داخل المنطقة المحتلة من سبتة، لم يكن اسمها متداولا كثيرا بين الناس، قبل أحداث جريرة “ليلى” أو “تورة”، حيث أصبحت هذه القرية المنسية على ثخوم إحدى أقدم المستعمرات في العالم محط اهتمام مختلف وسائل الاعلام الدولية وكذا محطة لمئات الزوار من الوفود الشعبية والمدنية التي كانت تتظاهر قبالة الجزيرة التي كادة تتسبب في مواجهة عسكرية بين المغرب واسبانيا.

عرفت دائما “بليونش” بوفرة المياه العذبة بها والتي تتدفق من جبل موسى طول السنة وبكميات كبيرة، وقد اعتمدت عليها دائما مدينة سبتة في توفير مياهها، كما أن وفرة الماء بها جعلها دائما محط أطماع كل من يحتل سبتة، وإلى يومنا هذا لا تزال سبتة تعتمد على “بليونش” في توفير نسبة كبيرة من احتياجها للماء الصالح للشرب، حيث يوجد بقرية “بليونش” العديد من الخزانات الضخمة التي تزود المدينة المحتلة بالماء.

4

كما تتميز المنظقة بمنظر يسلب الالباب عندما ترى أعلى بليونش جبل المرأة الميتة، في أروع ما صور الخالق، الاسبان الذين يحتلون سبتة يسمون الجبل ب la mujer muerta بمعنى المراة الميتة الجبل يجاور الجبل الذي صعده الفاتح العظيم موسى بن نصير رحمه الله ليطل من قمته المتواضعة على الضفة الاندلسية التي بعث اليها قائد جيش الفتح طارق بن زياد رحمه الله .

3

و إن كان الوصول إليها تعترضه صعوبات إلا أنني شخصيا أجد بين جبالها و بحرها الخيالي و هدوئها إضافة إلى طيبوبة سكانها راحة نفسية لا نظير لها .

5

قد يعجبك ايضا
إعلان ميكومار1 – 300×250
تعليق 1
  1. سهيل زغدود يقول

    بلدة ساحرة للغاية و هادئة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.