المرأة عند عادل الميلودي “حلوفة”!!

شارك هذا على :

 

أصدر عادل الميلودي أغنيته الجديدة على شكل “فيديو كليب” والتي تحمل عنوان “حلوفة”، بشراكة “ديو” مع الفنانة فاطمة الزهراء المعروفة بالشيخة الطراكس، وأصرّ الميلودي على كتابة الكلمات وصياغة اللحن، أما التوزيع فلأشرف بن صفية.

سفير التراث الشعبي -اللقب الذي يطلقه عادل على نفسه- عوّدنا في مسيرته على أعمال ساذجة لا ترقى لمستوى النقد، أعمال كالأكلات السريعة بلا طعم وبلا رائحة، أعمال فاقدة للهوية، لكن أن يصل الأمر للإهانة والتحريض على الضرب والترويج للعنف ضد المرأة، فالصمت هنا أجرمُ مما ارتكبه.

مشاهد العنف والإهانة بالفيديو كليب (إخراج: جاليلو بن) لا تقتصر على اللفظ فقط : “راني واعر فالصيادة ونتي حلوفة وغادا وإلى زيدتي شي زيادة غادي نخلي داربوك” هنا ينعت الميلودي المرأة بحيوان “نجس ” الخنزير (وِفق المتخيلة الشعبية) ويسخر من بدانتها، بل تعدت ذلك للضرب الجسدي والعراك مع الزوجة البدوية.

تشيئ المرأة واختزالها في الجسد، ترسيخ الصورة النمطية للمرأة الخادمة، الضرب و الجرح، القذف والسب المرتكبين ضد المرأة.. كل هذه الجرائم اجتمعت في “حلوفة” عادل الميلودي، جرائمٌ يعاقب عليها القانون الجديد لمحاربة العنف ضد النساء.

جديد الميلودي عبارة عن نسخة مشوهة وفكرة “مأخوذة” من أغنية “غضبانة “لمصطفى بوركون التي أُصدرت أواخر التسعينات، باختلاف أن الميلودي استعمل كلمات بذيئة سوقية، بينما بوركون حافظ على لباقة اللحن والكلمة.

إننا أمام حالة من الإشمئزاز، من الهبوط الفنيٍّ المثير للقلق على مصير الأغنية الشعبية، هذه الأخيرة التي كانت عبارة عن قصائد غنائية تصور عادات الناس وتقاليدهم، تختزل ضمير الأمة وتجمع كافة الفئات الاجتماعية، الأغنية الشعبية التي أضحت مرادفا للابتذال، لكن في المقابل تلقى شعبية جارفة وإقبال غير مبرر، ونسب مشاهدات خيالية تشجع هذا النمط على الاستمرار والتمادي في إفساد الذوق العام.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.