على نقيض السنوات الفارطة، سجل شاطئ واد لو بإقليم تطوان، هذه السنة، ارتفاعا ملحوظا في الأسعار؛ وهي الزيادة التي شملت أثمنة المشروبات والمأكولات بالمقاهي، إضافة إلى المنازل المعدة للكراء وكذا المظلات الشمسية والكراسي على الرغم من أن أغلبيتها محتلة للملك العام.
وتزامن هذا الارتفاع المهول مع الأعداد الغفيرة من الزوار الذين حلوا مع بداية فصل الصيف بواد لو، باعتباره من القبلات الساحلية المفضلة بجهة طنجة تطوان الحسيمة لمئات من المصطافين المغاربة والأجانب الباحثين عن الهدوء والاستجمام.
جريدة راديو تطوان حلت بواد لو، واستقت تصريحات العديد من الزوار الذين عبروا عن استيائهم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار المعتمدة بالشاطئ المذكور مقارنة مع الخدمات المقدمة، حسب تعبيرهم.
إسماعيل، زائر من مدينة فاس، قال، في تصريح لراديو تطوان، إنه تفاجأ هذه السنة بارتفاع أثمنة الخدمات المقدمة لفائدة الوافدين على شاطئ واد لو، مشيرا إلى أن هذه الأسعار كانت خلال السنوات الماضية في متناول الجميع، مضيفا أن هذا الارتفاع في الأسعار غير مفهوم إلى حدود الساعة وليس لديه أي تفسير.
وأضاف المتحدث أن مسؤولية مراقبة تعليق لوائح الأسعار تقع على عاتق الأقسام الاقتصادية للعمالات ومناديب التجارة والصناعة المطالبين بتشكيل دوريات لمراقبة مدى التزام أصحاب المقاهي وغيرهم بهذا الشرط، كما تقع المسؤولية المباشرة على رئيس بلدية واد لو، مؤكدا أن تدخل الجهات المسؤولة أضحى أمرا ضروريا وإلا سنجد أنفسنا أمام عشوائية تطغى على كل شيء، وبالتالي تضرر السياحة المحلية.
ووجّه المتحدّث ذاته رسالة إلى كلّ من باشا المدينة، ووزارة السّياحة، لإعادة النّظر في الأثمنة، ووضع مراقبة عليها، مشيرا إلى ضبط الضّرائب. وأضاف “ الجشع والاستغلال صارت أحد نماذج معظم المشاريع المرتبطة بمناطق السّياحة الموسميّة بالمغرب عموما، خاصّة تلك الواقعة على المدن السّاحليّة، بما فيها المحلّات التّجاريّة والمقاهي والمطاعم، بل حتّى دكاكين الموادّ الغذائيّة، الّتي لجأ عدد منها إلى رفع أثمان بعض الموادّ الاستهلاكيّة بشكل جاوز السّقف الذّي حدّدته لجان حكوميّة مختصّة.”.
وتشهد المدن السّاحليّة بشمال المغرب، في كلّ موسم صيفيّ، لهيبا في الأسعار، يعكّر مزاج مرتاديها، ويزيد جيوبهم استعارا، نظرا لسعي أصحاب عدد من المشاريع الخدمات إلى استنزاف هؤلاء بفرض أثمنة جدّ مرتفعة تنافس القدرة الشّرائيّة بأوربا في الغالب، ولا تشجّع على استقطاب سياح المدن الدّاخلية، الّذين غيّر معظمهم وجهته نحو سواحل إقليم شفشاون.