إجماع تاريخي في تطوان على دعم الصحافة الرقمية: خطوة نحو تعزيز التنمية والانفتاح الإعلامي

شارك هذا على :

في خطوة لافتة ونادرة، شهدت أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لتطوان يوم الأربعاء الموافق 9 أبريل 2025، إجماعًا تاريخيًا بين الأغلبية والمعارضة على قرار تحويل اعتمادات مالية لدعم الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية. هذا الإجماع يعكس تقديرًا متزايدًا للدور الحيوي الذي تلعبه الصحافة الرقمية في التنمية المحلية والانفتاح الإعلامي للمدينة على الصعيدين الوطني والدولي.

وأفادت مصادر جريدة راديو تطوان أن مجلس حضرية تطوان خصص مبلغًا قدره 50.000,00 درهم لدعم الجمعية، وهو ما يعكس اعترافًا بمساهمتها الفعالة في الإقلاع الصحافي بالمدينة. وخلال مداخلاتهم، أشاد العديد من أعضاء المجلس بالدور الكبير الذي تضطلع به الجمعية في التعريف بتطوان، والترافع عن قضاياها الوطنية والدولية، مستشهدين بالملتقى الأخير “ملتقى الضفتين” الذي استضافته العاصمة الإسبانية مدريد وحقق نتائج “فوق المتوقعة” في إبراز دور الإعلام في خدمة القضايا الوطنية وتعزيز الدبلوماسية الناعمة.

من جهته، أثنى كاتب المجلس “محسن شباب” على الأدوار المتنامية للجمعية على المستويين الوطني والدولي، مشيرًا إلى ترافُعها الاستثنائي عن قضايا تطوان والمغرب في محافل مختلفة، آخرها في مدريد. كما عبر العضو “عادل الدكداكي” عن تقديره للأنشطة النوعية التي نظمتها الجمعية في فترة وجيزة، مؤكدًا على أهمية دور الإعلام في التعريف بالقضايا الوطنية وقدرته على خدمة المدينة والوطن في إطار الدبلوماسية الموازية.

وقد تجاوزت أصوات الإشادة حدود الأغلبية، حيث طالب “عادل بنونة” ممثل المعارضة، بضرورة وضع ميثاق واضح يضمن الشفافية في دعم الجمعيات الصحفية مستقبلًا، بحيث يخضع الدعم لمعايير واضحة تضمن احترام أخلاقيات المهنة وتجنب أي استغلال سياسي لهذا الدعم. وهو نفس المطلب الذي أكد عليه العضو “إدريس افتيس”، مشددًا على أهمية الشفافية والتناسب في دعم الجمعيات المهنية بناءً على برامجها وأنشطتها الفعلية.

ورغم هذه المطالب المشروعة بتعزيز الشفافية، إلا أن الإجماع على دعم الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية يبقى علامة فارقة، ويشير إلى وعي متزايد بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة الرقمية في خدمة قضايا المدينة وتعزيز إشعاعها. وغياب ممثلي الجمعية عن أشغال الدورة، احترامًا لأعضاء المجلس وتجنبًا لأي ضغط، يعكس بدوره حسًا مهنيًا وأخلاقيًا يستحق التنويه.

في الختام، يمثل هذا القرار خطوة إيجابية نحو دعم قطاع حيوي يساهم في التنمية الشاملة للمدينة وتعزيز انفتاحها على العالم. ويبقى الأمل معقودًا على تفعيل آليات الشفافية المقترحة لضمان استثمار هذا الدعم بشكل أمثل يخدم مصلحة تطوان ويعزز دور الإعلام المسؤول في بنائها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.